استضافت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية اليوم النسخة الثانية من المنتدى العربي للمناخ الذي أطلقته الشبكة العربية للمنظمات الأهلية بالشراكة مع برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال آل سعود، رئيس أجفند، تحت شعار "الزراعة المستدامة والأمن الغذائي: معًا لبناء قدرات الصمود والتكيف لصغار المزارعين"، ويستمر يومين بدبي.
يهدف المنتدى الذي يعقد قبيل انطلاق مؤتمر الأطراف “COP28” الذي تستضيفه دولة الإمارات، خلال الفترة من 30 نوفمبر الجاري إلى 12 ديسمبر المقبل إلى تقييم تأثير تغير المناخ على قطاع الزراعة وصغار المزارعين في الدول العربية، وآليات تعزيز صمود ومرونة صغار المزارعين، والتوسع في تطبيق أساليب الزراعة الذكية مناخياً.
شهد المنتدى كلمة لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال آل سعود، رئيس أجفند، وكلمة مسجلة لمعالي مريم بنت محمد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة إلى جانب كلمات لكل من سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبو ظبي للتنمية، والسفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون الاجتماعية - جامعة الدول العربية، وممثلي مؤسسات دولية مثل البنك الدولي ومؤسسات أكاديمية.
وأعرب الأمير عبد العزيز بن طلال آل سعود ، عن الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" و صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، على الدعم الكبير الذي يلقاه المنتدى العربي للمناخ في نسخته الثانية وذلك قبيل أسبوعين من انطلاق أعمال قمة المناخ “COP28”.
وقال سموه خلال كلمته الافتتاحية: “نجتمع لنعالج أزمة تواجه البشرية ألا وهي ‘التغير المناخي‘ الذي يلقي بظلاله وتداعياته السلبية على مختلف مناحي الحياة خاصة في عالمنا العربي الذي يقع ضمن أكثر الأقاليم هشاشة وتضررا من الاحتباس الحراري" .. مؤكداً أن المنتدى العربي للمناخ محفل علمي مدني دشنته الشبكة بالشراكة مع ‘أجفند‘ تحت مظلة جامعة الدول العربية العام الماضي في القاهرة كآلية عربية دورية الانعقاد تستهدف مناقشة التحديات التنموية التي يفرضها تغير المناخ في المنطقة العربية والبحث عن حلول مناخية محلية مبتكرة للحد من آثاره وتداعياته في دولنا العربية ”.
وأوضح سموه أن الزراعة تسهم بنحو 14 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي للدول العربية، ومع هذا، تواجه تحديات معقدة تهدد فرص ازدهارها وزيادة إنتاجيتها، واستدامتها، وهو ما سينعكس سلبا على الأمن الغذائي العربي، وشدد على ضرورة إشراك منظمات المجتمع المدني وما توفره من مساحات لاحتواء صغار المزارعين ومنتجي الغذاء عبر تنظيمهم وسماع أصواتهم.
وقالت معالي مريم بنت محمد المهيري: “يتوافق شعار المنتدى ‘الزراعة المستدامة والأمن الغذائي.. معاً لبناء قدرات الصمود والتكيّف لصغار المزارعين” مع توجهات الدولة ورؤيتها لإحداث تحول جذري في نظم الغذاء العالمية وتبني نظم أكثر استدامة .. فكما نعلم أن أنظمة الغذاء التقليدية تتسبب بأكثر من 30 في المائة من الانبعاثات العالمية كما تعد من أكثر القطاعات التي تتأثر بهذه التغيرات التي ينتج عنها شح المياه ونقص الأراضي الصالحة للزراعة والتصحر وغيرها".
وأضافت، أن نظم الزراعة والغذاء المستدامة يمكن أن تحقق العديد من الأهداف في مقدمتها خفض الانبعاثات الكربونية واستدامة انتاج الغذاء وبذلك تسهم في القضاء على الجوع في العالم.. مشيرة إلى أن ضمان إنتاج غذائي مستدام ووفير من شأنه أن يسهم في حل مشكلة الجوع في العالم والتي خلّفت وراءها 783 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع خلال العام الماضي.
وقالت معاليها إن تبني نظم زراعة وغذاء مستدامة ركيزة رئيسية ليس فقط لتوفير انتاج غذائي محلي ممكّن بالتكنولوجيا الحديثة، وأنما أيضاً للمساهمة في مواجهة التغيرات المناخية وتعزيز التكيف معها مؤكدة أن تعزيز الأمن الغذائي العربي لن يتحقق سوى بالتكامل والتعاون ومشاركة أحدث التجارب والممارسات التي تمكن من الوصول إلى هذا الهدف".
وقال سعادة الدكتور على بن سباع المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية إن الشراكة الاستراتيجية والمعرفية للكلية في المؤتمر تأتى تجاوبًا مع انعقاد ‘COP28‘ وإعلان الدولة عام 2023 عامًا للاستدامة، وانطلاقًا من الحرص على دعم المشاريع البحثية والمبادرات الهادفة إلى مواجهة التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية وتأثيراتها على التنمية والبيئة والزراعة المستدامة والأمن الغذائي في العالم العربي.
وأضاف أن الكلية تسعى بالشراكة مع برنامج الخليج العربي للتنمية " أجفند"، والشبكة العربية للمنظمات الأهلية إلى رصد وتقييم تداعيات التغيرات المناخية على سلاسل إمداد المنتجات الغذائية والثروة الحيوانية، ودعم مبادرات التنظيمات الأهلية العربية الساعية لتبني أساليب الزراعة الذكية مناخيًا والحفاظ على الثروة الحيوانية، مشيراً إلى أهمية حشد طاقات المجتمع المدني العربي لإيلاء مزيد من الاهتمام بقضية الأمن الغذائي، وحفز الجهود الرامية إلى تبني استراتيجيات وطنية للتكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من تبعاتها.
وأعرب سعادة الدكتور ناصر القحطاني، المدير التنفيذي لأجفند، عن شكره لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية لاستضافتها لهذا المنتدى منوهاً إلى أن النسخة الثانية ركزت على رصد وتقييم تداعيات التغيرات المناخية على قطاع الزراعة وصغار المزارعين الذين يمثلون عصب الزراعة الأسرية ، في المنطقة العربية والدول النامية، وأثر تلك التداعيات على الأمن الغذائي وسلاسل إمداد المنتجات الغذائية والثروة الحيوانية.
ناقش المنتدى، من خلال جلساته، أنجح البرامج والمبادرات التي تبنتها التنظيمات الأهلية العربية لتعزيز قدرات صغار المزارعين على التكيف، وتبني أساليب الزراعة الذكية مناخياً، والحفاظ على الثروة الحيوانية.. ويتخلله إطلاق التقرير السنوي الأول لتغير المناخ والتنمية: "أثر تغير المناخ على الزراعة وصغار المزارعين في المنطقة العربية".
وسلط المنتدى الضوء على علاقة الشمول المالي لصغار المزارعين بتعزيز حالة المرونة والصمود في مواجهة الصدمات المناخية، وإبراز أهمية العمل على إعداد منتجات مالية متخصصة لصغار المزارعين، بهدف تمكينهم من البقاء في النشاط الزراعي، وعدم هجرته والاتجاه إلى مجالات عمل أخرى ما يهدد بالمزيد من التدهور في الأمن الغذائي العربي.
تأتي استضافة “ كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية” النسخة الثانية من المنتدى العربي للمناخ، انطلاقاً من حرص الكلية على دعم مسيرة التميز الحكومي في دولة الإمارات بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام، من خلال تقديم منظومة متكاملة من البرامج التعليمية والتدريبية والأبحاث والدراسات، وتوثيق التجربة الإماراتية المتميزة، وإعادة إنتاج وتبادل المعرفة بين المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات والدول العربية.